كان يا مكان في قديم الزمان كان هناك مملكة كبيرة من العمالقة، والعملاق هو إنسان ضخم الجسد طويل، ويصل طولة ووزنة إلى أضعاف طول ووزن الانسان العادي، وعلى الرغم من قوة هؤلاء العمالقة وعظمتهم إلا أنهم كانوا مسالمين محبوبين من جميع الناس، وكانوا دائماً يساعدون جيرانهم من الممالك الأخرى، ويحبون الجميع، وكان بالقرب من مملكة العمالقة العظيمة مملكة أخرى للأقزام، والقزم هي الإنسان الصغير الذي يبلغ طولة ووزنة شئ قليل وبسيط جداً وخفيف مقارنة بالأشخاص العاديين، وكان هؤلاء الاقزام كذلك طيبون جداً ويحبون الجميع ويحبهم جميع الناس بالممالك المجاورة لهم ويسادعونهم في كل شيء .
وفي مملكة العمالقة كان هناك عملاق يدعى بطشان، كان ابن ملك العمالقة وكان ولد شقي جداً يؤذي الأقزام ويستمتع بهدم بيوتهم والسخرية منهم بشكل دائم عندما يراهم يهربون منه خوفاً وهلعاً بسبب كبر حجمه وصغر حجمهم جداً ، وعندما اشتد اذى بطشان لمملكة الاقزام الطيبون، قرر ملك الاقزام أن يفكر في حل ليقنع بطشان بعدم إيذاء الأقزام أبداً من جديد، ويعلمه درس يفيده في حياته بعد ذلك و يعلمه ضرورة مساعدة الضعيف وعدم إلحاق الاذى والضرر بالناس .. جلس الملك الطيب يفكر كثيراً في حال، وبينما هو كذلك رأته نحلة ذكية فاقتربت منه بهدوء وسألته : مالي أراك حزيناً يا ملك الأقزام ؟ فحكى لها الملك قصة العملاق بطشان مع أهل مملكته من الاقزام .
فكرت النحلة الذكية قليلاً ثم قالت : يا سيدي أنا سوف أساعدك في هذا، وبدأت النحلة تحكي له عن خطتها واتفقا معاً على تنفيذها لتلقين هذا الولد الشقي درساً لا ينساه طوال حياته .
وفي اليوم التالي جاء العملاق بطشان كعادته وبدأ يضرب الاقزام ويهدم منازلهم ويضحك عليهم، وبعد قليل شعر بالتعب و نام قليلاً، وأخذ يحلم ماذا سيفعل بالاقزام حين يصحو من نومه .. استيقظ العملاق بطشان على صوت ضخم داخل اذنه، حيث دخلت النحلة إلى اذنه وأخذت تصدر صوتاً مزعجاً جداً بداخلها، فأخذ بطشان يصرخ ويصيح : ساعدوني انقذوني .. لم يتمكن أحد من العمالقة ان يساعد بطشان لأن أيديهم كبيرة ولم يتمكن أى احد أن يدخل يديه بداخل اذنهم لإخراج النحلة المزعجة .
ازدادت حالة بطشان سوءاً ولم يستطع أن يهدأ أبداً وهو يصرخ من الألم ، فحضر ملك الاقزام إلى بطشان وقال له : أنا مستعد أن اساعدك بشرط أن تتعهد بعدم إيذاء الاقزام ابداً، فصاح بطشان : أنا موافق أعدك أنني لن اقترب ثانية من مملكة الاقزام، ارجوك ساعدني .
طلب ملك الاقزام من بطشان أن ينام على ظهره وأمر عدد كبيراً من الاقزام أن يصعدوا على صدره ويضربونه بالعصا .. وكانت هذه هي الإشارة التي اتفق عليها ملك الاقزام مع النحلة حتى تخرج مسرعة من اذن بطشان بمجرد ان تسمع هذه الضربات، وهكذا طارت النحلة بعيداً وشفى بطشان ومن يومها وهو لم يؤذي الاقزام مرة أخرى ابداً، واخذ يساعدهم ويلعب معهم كل يوم .
وبعد موت ملك العمالقة أصبح العملاق بطشان ملكاً على مملكة العمالقة وتعهد بالاستمرار في مساعدة مملكة الاقزام دائماً وحمايتهم بعد أن تعلم درساً في الحياة، وهو أن النحلة الصغيرة تستطيع أن تؤذي عملاق كبير، ولذلك لا يجب أن يسخر الانسان او يستهزء بقوة أي شخص مهما كان .