اتفق الثعلب مع النملة على أن يكونا صديقين وأن يبذرا سوياً بعض القمح وفي كل يوم كان الثعلب الكسول يتخابث على النملة فيشكو من آلام في معدته أو رأسه ويذهب الى حظيرة المزرعة ليعالج نفسه بقليل من اللبن اللذيذ، لذلك فقد كانت النملة تعمل وحدها من الصباح وحتى المساء، وتروي القمح وتقص الاعشاب الضارة منه .
وعندما نضج القمح ورأى الثعلب سنابل القمح الذهبية تملأ الجرن، امتلأت نفسه بالطمع وقرر أن يخدع النملة ويأخذ كل القمح، فقال لها في صباح : صديقتي العزيزة، لماذا نتقاسم كل هذا القمح ؟ الافضل ان نتسابق والذي يصل الجرن أولاً يأخذ كل القمح وحده، فكرت النملة لفترة ثم وافقت واتفقا على نقطة البداية ووقفا سوياً عندها بعد لحظة صاح الثعلب : هل انت جاهزة ؟ لنبدأ السباق .
واندفع الثعلب يجري نحو الجرن رافعاً ذيله عالياً وقد رجعت اذناه للخلف لكي لا يضيع الوقت، النملة ايضاً لم تضيع وقتها وقفزت وتعلقت بذيل الثعلب وعندما وصل الجرن وتوقف ليلتقظ انفاسة قفزت النملة على كومة القمح وصاحت : اهلاً .. اهلاً .. لماذا جئت متأخراً ايها الثعلب ؟ ولم يستطع الثعلب أن يرد عليها، فقد اصابته الدهشة لسانه فلم ينطق بكلمة واحدة واستمرت هي تسأله : متى جئت ؟ إنني هنا انتظرك منذ فترة طويلة وانا كما تراني قد استرحت تماماً لكنك مازلت تلهث .
شعر الثعلب الكسول أنه قد هزم تماماً ولم يعد قادراً على ان يفكر في طريقة جديدة للاستيلاء على القمح، بل وصار لا يحب أن يأكل القمح، لهذا فقد كان عليه ان يبقى جائعاً طوال الشتاء، اما النملة فقد حملت القمح إلى بيتها الصغير وعاشت مع أولادها سعيدة، فقد كان لديها ما يكفيها طوال العام .