يحكى أنه في يومٍ من الأيام كان هناك غراب صغير يحلق في الغابة وحيداً جائعاً يبحث عن أي شيء ليسد جوعه، فإذا به يجد فى طريقة قطعة من الجبن على الأرض، انقض عليها الغراب فور رؤيتها وطار بها ليحط على أحد الأغصان العالية حتى لا يزعجة أحد حيوان مار ويحاول أخذ قطعة الجبن منه .
وبينما الغراب يأكل قطعة الجبن مر ثعلب تحت الشجرة التي يقف عليها الغراب وكان هو الآخر جائعاً يبحث عن شيءٍ يأكله، فوجد الغراب وفي فمة قطعة الجبن الصغيرة، فكر الثعلب المكار قليلاً فى كيفية أخذ قطعة الجبن من الغراب الذي يجلس على الأغصان العالية ولا يستطيع الثعلب أن يصل إليه .
حتى جاءت للثعلب فكرة ذكية ومكارة، نادى على الغراب الصغير وألقى علية التحية ولكن الغراب لم يستطع أن يجيبة لأن قطعة الجبن فى فمه ولو تكلم سوف تسقط منه وتقع لي الأرض .
أخذ الثعلب المكار يحاول أن يجعل الغراب يتكلم فقال : أيها الغراب، إني أحب صوتك العذب كثيراً فهل ممكن أن تسمعني صوتك الرائع؟ فما كان من الغراب الذي فرح كثيراً بمجاملة الثعلب إلا أن فتح فمه وبدأ يصدر صوته الذي هو فى الحقيقة مزعج جداً فسقطت منه قطعة الجبن ووقعت على الأرض، فأنفض عليها الثعلب وأكلها مسروراً بذكاءه ودهائة .. أما الغراب فقد أدرك حيلة الثعلب ولكن متأخراً وبقي بدون طعام .
الحكمة من القصة : فى كثير من الأحيان يكون الصمت نجاة وكثرة الكلام توقع المرء فى الأخطاء والمشاكل .. وعلى الإنسان ألا ينخدع أبداً بمدح الآخرين مهما كان لأنه من الممكن أن يكون مجرد مكيدة يفعلها الآخرين ليقع المغرور بها .